أيهما أصدق المالكي أم الناطق باسم خطة أمن بغداد
م.هاشم العاصي
ما يزال الرئيس بوش يتخبط في تصرفاته في العراق ، لا يدري ما يفعل ، بدل أن يتجه إلى تصويب الخط الذي أنتهجه هناك ويتجه نحو الصواب ،و بدل أن يسدي الأمر إلى أهله كما نصحه الناصحون ، بقي ملهاة بأيدي الصفويين يتلاعبون به كما يشاءون .
لقد وصل الرئيس بوش إلى قناعة تامة أن المقاومين له من العراقيين الشرفاء ، هم أهل السنة لا أحد غيرهم ، لذلك نفذ ضدهم الخطط تلو الخطط بلا جدوى ، وذلك بمشورة الصفويين الفرس له ، الذين ضللوه وخدعوه أيما خداع ، وأخيراً أوصلوه إلى أن أجدى تلك الخطط هي التطهير البشري لأهل السنة من الأماكن المشتعلة ، فلذلك بدءوا من بغداد ، من جانب الرصافة منها ، حيث حاصروا حي الفضل البطل ، بحيث جعلوا كل ما يحيط به من أهل الصفويين الحاقدين ، ثم قاموا بتدمير جسر الرصافة الذي يربط حي الأعظمية وما حولها بحي الفضل ، وأخيراً بدءوا بمحاصرة مدينة الشهداء بجدار إسمنتي يمنع أهل الحي من الدفاع عن أنفسهم وتدبر أمورهم ، ولكن يسمح للصفويين بقصفهم بصواريخ الهاونات صباح مساء ، متى شاءوا وأنى أرادوا ، فهذا الجدار لا طاقة له للتصدي لهكذا اعتداء .
أدعى هؤلاء الأعداء الحاقدون بأنهم ضد هذا الجدار لا يرضون بإقامته حول أي بقعة في العراق ، فهذا رئيس وزرائهم المالكي يصرح قبل يوم من الآن أنه أعترض على هذا الأمر ، وسَيُوقف العمل به ، فإذا بنا نفاجأ بعد يوم من ذلك بما يسمى الناطق الرسمي باسم خطة أمن بغداد [ قاسم عطا . ضابط كبير في ما يسمى بالجيش العراقي ] يقول : هذا الجدار حول الأعظمية يُمثل البداية ، وسَيُقام مَثِيله حول كل الأحياء المضطربة في بغداد ، وكذلك المدن خارجها [ يقصد أماكن إقامة أهل السنة ] ، ماذا دَهى هؤلاء القوم ، أم وصلوا إلى حَد استخفوا به بأمة أهل السنة جمعاء ، فلذلك نراهم يُكَذِبُون بَعضهم بلا خجل ولا حياء أما العالم أجمع ، وبهذه المناسبة نناشد إخواننا الشيعة من أحفاد الحمدانيين ومن شاكلهم وهم قليلون ، ونقول لهم كفاكم خنوعاً في العراق ، كفى سكوتاً منكم على ما يفعله الصفويين ، بإخوانكم أهل السنة ، فأنتم معهم في خندق واحد ، ما يصيبهم الآن سيصيبكم لاحقاً .
أين أنت يا أمة الإسلام ، ألا زالت الغشاوة تُغطي عينيك ، أم أن فتاوى الذين يدعون تمثيل الإسلام ما تزال تخدر عقلك ، أحقاً سينطبق أم أنطبق عليك المثل [ إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ] ، أين أنت من كلام ربنا عز وجل
( إنما المؤمنون أخوة)) الحجرات : 10 .
أيها الحمقى المغفلون ألا تدرون ما تفعلون بالعراق ، فهذه الأمة الإسلامية ، الشدة والبلاء والمحن عليها خير لها وليست شراً لها ، يقول عز وجل : (( وعسى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيراً )) النساء : 13، فهي تجعلها ترجع إلى دين ربها وتتمسك به وتطبقه واقعاً ، وكذلك تؤدي بها إلى التلاحم والتماسك بين أبنائها من شتى تنوعاتهم العرقية ، إذاً أصبحت القضية بالنسبة لأهلنا السنة في العراق ومن خلفهم مسألة حياة أو موت ، قضية بقاء أو فناء ، تصوروا إذا وصل المسلم إلى درجة أن يحب الموت أكثر من الحياة ، ماذا يمكنه أن يفعل ، فهذا هو جدكم أيها الصفويين كسرى يزد جرد عندما بين لملك الصين حقيقة المسلمين الذين أطاحوا بإمبراطوريته ، أجابه ملك الصين (( هؤلاء القوم إن أرادوا زحزحة الجبال من أماكنها لاستطاعوا فعل ذلك )) .
لأجل هذا وغيره الهزيمة المرتقبة للأمريكان وحلفائهم من الصليبيين والصفويين قريبة جداً ، فمع كل التشديد والتهجير والقتل والسجن على الهوية ، ما زالت عمليات المقاومة الجبارة تزلزل الأرض تحت أقدام أعدائها ، وأيضاً ترتعد لها فرائصهم وأوصالهم .
فيا أمتنا الإسلامية البطلة أقترب النصر لنا على أعدائنا مهما بدا الواقع أليم لنا ، فربنا عز وجل يقول : (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )) آل عمران :139 ، على أمل ألا تبقي متفرجة على ما يفعل بأبنائك السنة الشرفاء في العراق الجريح .
م.هاشم العاصي
كاتب إسلامي